Saturday, 28 May 2011

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة

شعر / أمل دنقل
أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !
تكلَّمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ
لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..
تلعق من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !
تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان
لا اللَّيل يُخفي عورتي .. كلا ولا الجدران !
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..
ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة
( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ
وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة ..
رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..
وارتخت العينان !)
فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟
والضحكةَ الطروب : ضحكتهُ..
والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
* * *
أيتها النبية المقدسة ..
لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..
لكي أنال فضلة الأمانْ
قيل ليَ "اخرسْ .."
فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !
ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان
أجتزُّ صوفَها ..
أردُّ نوقها ..
أنام في حظائر النسيان
طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .
وها أنا في ساعة الطعانْ
ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ
دُعيت للميدان !
أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..
أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،
أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي .. تكلمي ..
فها أنا على التراب سائلٌ دمي
وهو ظمئُ .. يطلب المزيدا .
أسائل الصمتَ الذي يخنقني :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"
فمن تُرى يصدُقْني ؟
أسائل الركَّع والسجودا
أسائل القيودا :
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "
أيتها العَّرافة المقدسة ..
ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟
قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..
فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !
قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..
فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !
وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..
والتمسوا النجاةَ والفرار !
ونحن جرحى القلبِ ،
جرحى الروحِ والفم .
لم يبق إلا الموتُ ..
والحطامُ ..
والدمارْ ..
وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ
ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،
وفي ثياب العارْ
مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !
ها أنت يا زرقاءْ
وحيدةٌ ... عمياءْ !
وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ
والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !
فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها
كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.
في أعين الرجال والنساءْ !؟
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء !
وحيدة .. عمياء !

Tuesday, 24 May 2011

الرجل.. الذي مات واقفاً


أثناء بحثى عن حقيقة هذا الاسم .. مالكوم أكس !! .. هذا ما وجدت :
------------------------------

لو استوقفت إحدى فتيات المسلمين في هذا العصر ثم وجهت لها السؤال التالي:
هل تعرفين من هو مايكل جاكسون؟
لأجابتكِ على الفور بأنه مطرب أمريكي مشهور ينتمي إلى الأمريكان السود،
ولكن لو وجهت إليها سؤالاً عن شخص أمريكي آخر من السود وهو (مالكوم أكس) لوجدتِ علامات الدهشة والاستغراب تعلو وجهها، وعندها لن تحّر جواباً..
* *
Malek Al-Shebaz
(a.k.a Malcolm X)

فمن هو هذا الشخص المدعو (مالكوم أكس) الذي يجهله أكثر شباب الأمة الإسلامية؟ وما الذي يهمنا في أمره؟

إن هذه الشخصية الهامة كان لها فضل كبير - بعد الله - في نشر الدين الإسلامي بين الأمريكان السود، في الوقت الذي كان السود في أمريكا يعانون بشدة من التميز العنصري بينهم وبين البيض، فكانوا يتعرضون لأنواع الذل والمهانة، ويقاسون ويلات العذاب وصنوف الكراهية منهم.

في هذا المناخ المضطرب الذي يموج بكل ألوان القهر والإذلال ولد مالكوم أكس لأب كان قسيساً في إحدى الكنائس، وأم من جزر الهند الغربية، وعندما بلغ السادسة من عمره قُتل والده على أيدي البيض بعد أن هشموا رأسه ووضعوه في طريق حافلة كهربائية دهمته حتى فارق الحياة.. فبدأت أحوال أسرة مالكوم أكس تتردى بسرعة.. مادياً ومعنوياً.. وباتوا يعيشون على الصدقات والمساعدات الاجتماعية من البيض والتي كانوا يماطلون في إعطائها.. ومع هذه الظروف القاسية عانت والدة مالكوم أكس من صدمة نفسية تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية قضت فيه بقية حياتها، فتجرع مالكوم أكس وأخواته الثمانية مرارة فقد الأب والأم معاً، وأصبحوا أطفالاً تحت رعاية الدولة التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة...

في هذه الأثناء التحق مالكوم أكس بمدرسة قريبة كان فيها هو الزنجي الوحيد.. كان ذكياً نابهاً تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسياً ومعنوياً، والسخرية منه خاصة عندما رغب في استكمال دراسته في مجال القانون.. وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته.. فقد ترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي تليق بالزنوج.. من نادل في مطعم.. فعامل في قطار.. إلى ماسح أحذية في المراقص.. حتى أصبح راقصاً مشهوراً يشار إليه بالبنان، وعندها استهوته حياة الطيش والضياع فبدأ يشرب الخمر وتدخين السجائر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله.. إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها، ومن ثم سرقة المنازل والسيارات.. كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد.. حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة.. فأصدروا بحقه حكماً مبالغاً فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات.

وفي السجن انقطع مالكوم أكس عن التدخين أو أكل لحوم الخنزير، وعكف على القراءة والإطلاع إلى درجة أنه التهم آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته.

خلال ذلك الوقت.. اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد الرجل المسمى (السيد محمد إلايجا) والذي كان يدَّعي أنه نبي من عند الله مرسل للسود فقط!!.. وسعوا لإقناع مالكوم أكس بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل حتى أسلم.. فتحسنت أخلاقه، وسمت شخصيته، وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام.. حتى صدر بحقه عفو وأطلق سراحه لئلا يبقى يدعو للإسلام داخل السجن.

كان مالكوم أكس ينتسب إلى حركة (أمة الإسلام ) والتي كان لديها مفاهيم مغلوطة، وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار براق وهو منها براء.. فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكراً عليه فقط دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة، وقيمه السامية... أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره ومخبره.

استمر مالكوم أكس في صفوف (أمة الإسلام) يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة، وشخصيته القوية.. فكان ساعداً لا يمل، وذراعاً لا تكّل من القوة والنشاط والعنفوان... حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة.

رغب مالكوم أكس في تأدية الحج، وعندما سافر رأى الإسلام الصحيح عن كثب، وتعرف على حقيقته، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه.. فاعتنق الدين الإسلامي الصحيح، وأطلق على نفسه (الحاج مالك الشباز).

وعندما عاد نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي، وحاول تصحيح مفاهيم جماعة (أمة الإسلام) الضالة المضلة.. إلا أنه قوبل بالعداء والكراهية منهم.. وبدءوا في مضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة راسخة يدعو للإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية.

وفي إحدى خطبه البليغة التي كان يقيمها للدعوة إلى الله أبى الطغاة إلا أن يخرسوا صوت الحق.. فقد اغتالته أيديهم وهو واقف على المنصة يخطب بالناس عندما انطلقت ست عشرة رصاصة غادرة نحو جسده النحيل الطويل.. وعندها كان الختام.. ولنعم الختام.. نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء يوم القيامة.

وبعد هذا كله ألا يحق لنا أن نسأل من هو مالكوم أكس؟

وللاستزادة من سيرة هذا البطل أحيلكِ على كتاب بعنوان: مالكوم أكس،
تأليف: اليكس هاليبي، ترجمة: ليلى أبو زيد. 

-----------------------------------
المرجع: مجلة حياة العدد (10) صفر 1422هـ
 
تحرير: حورية الدعوة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


Wednesday, 18 May 2011

واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا

عمرك حسيت ان كل حاجة حواليك مش طايقاك ؟؟ .. عمرك حسيت ان كل حاجة بتديك ظهرها ؟؟
هذه الايام احس هذا الاحساس بشدة .. كل اللى اعرفهم مش طايقنى ولو محدش قالها صريحة .. بتعرف من نظرات زى ما يكون بتقول : انت تااانى؟ ايه المملة دى؟
حتى الجوامد بحسها مش طيقانى .. مرة بصيت على الاباجورة اللى جنب سريرى لقيتها مديانى ظهرها !!
عارفة انه كلام عبيط بس مش قادرة اقاوم هذا الاحساس .. حتى اقرب الناس ليا .. ودا اكتر شئ قتلنى
الغريب بقى ان الواحد عادة ما يواجه الأوقات اللى زى دى بعصبية ويكتئب ويتوحد ومن ثم الانتحار فورا .. :))
الحمد لله احس ببرود فى الاعصاب لا متناهى .. وكمان تناحة لا متوازية .. واللى يكشر فى وشى بضحك عليه
واللى يصدنى بعمل من بنها (على رأى واحدة صاحبتى) .. يعنى بجرب حل جديد يمكن يكون دا حل المشكلة

على العموم عشان مبقاش زنانة بس ونكدية خدوا اللينك دا اقراوه

والسلام ختام

Wednesday, 11 May 2011

A thought of mine

Sometimes when you've got a thought and you feel the need to get it out .. anywhere even with yourself .. you have got do it .. just let it out with someone close to you first - or someone is compelled to keep your secrets (a.k.a. your psychiatrist) - cause it might be just the dummiest thing ever !!

You may hurt someone or say something you regret later .. so have someone close to tell him dumm things .. you don't have to facebook it or tweet it .. cause you'll be hurting a lot of people .. or you might end up losing them forever

bottom line .. Think twice before you express your thoughts

Wednesday, 4 May 2011

"لا تنس تسلملى على سيدنا حمزة"


قصة حدثت للشيخ للشيخ صفوت حجازى أثناء الثورة ، وحكاها اليوم فى جامعة الزقازيق ، وبكى وأبكى من فى القاعة ..

يقول أثناء أيام الرباط فى الميدان ، كان حياة كاملة هناك حتى أنه كان يبات فى مكان تحت كوبرى قصر النيل ، وكان أحد الناس معه يستحم فى النيل لما تشتد عليهم رائحة العرق ، وكانوا فى مواجهات دائمة من أول يوم من صدام الشرطة فى جمعة الغضب ثم القناصة بعدها ثم البلطجية ، وموقعة الجمل ، وضربهم بالأسلحة وتحمل المشاق .

كان الشيخ صفوت معه مجموعة 12 فردا ، وكان الشباب يخافون على الشيخ ولايريدونه فى المقدمة حتى لا يصاب بأى آذى ، ولكنه كان يأبى إلا يكون فى أول الصف ، وحتى واحد منم فى مرة أعطى له حلة طهى ليلبسها على رأسه ، وأخر أعطى له خوذة ليحمى رأسه ..

ويقول كنا فى ميدان عبدالمنعم رياض ذات مرة وكان معه شاب يدعى عبدالكريم من محافظة الشرقية ، وكان ملازم للشيخ وكان يحفظ 25 جزء من القرآن ، ووعد الشيخ أنه بعد الثورة سيتم حفظ ال5 أجزاء فى شهر ، ويأخذ إجازة منه ،

وأذن الفجر .. فكان الشيخ يقسمهم مجموعتين مجموعة تصلى ومجموعة تحرسهم ، ويتبادلوا ذلك كما فى حالة الحرب فى الاسلام ، أذن الشيخ صفوت لعبدالكريم أن يصلى بهم ، وبعد الصلاة جلس معه وسأله : يا شيخ صفوت لو متنا نموت شهداء ؟؟؟؟

فذكر له الشيخ الحديث الصحيح .. قال صلى الله عليه وسلم : (سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر، أمره ونهاه، فقتله). 

فقال : "الله .. والله إنى اشتقت أن أرى سيدنا حمزة ، بالله ياشيخ لو انت مت قبلى لا تنس تسلملى على سيدنا حمزة ، وأنا لو مت قبلك سأسلملك عليه" .. ثم قال له : "بعد إذنك ياشيخ" وعندما قام أصابته رصاصة على الفور فى رأسه فسقط عبدالكريم على الشيخ صفوت ميتا ، فيقسم الشيخ أنه مسح بيده دمه وكان أطيب من رائحة المسك ...
ونادى الشيخ على وليام - الشاب النصرانى الذى كان معهم - فلما رأى وليام المنظر وشم الرائحة الذكية .. قال : " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله "

وبكى الشيخ وأبكى من فى القاعة لما قص القصة ، وقال : "أحسبه أنه سلملى على سيدنا حمزة".

******************************************
منقول من أحد الأخوة الذين حضروا الندوة بجامعه الزقازيق 

قرأت هذه القصة وتوقفت عندها .. مع روعتها لم استطع منع نفسى من التفكير .. ما احلى الشهادة !
والله هم الآن أفضل منا بمراحل .. هم الآن منعمين فى كنف ربهم ولا يضرهم شئ بعد ذلك
اللهم ارزقنا شهادة خالصة لوجهك الكريم وشفعنا فى اهلنا يارب العالمين